فصل: (القيامة: الآيات 22- 25)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[القيامة: الآيات 20- 21]

{كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21)}.

.الإعراب:

{كلّا} للردع {بل} للإضراب (الواو) للعطف.
وجملة: {تحبّون..}. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تذرون..}. لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

.[القيامة: الآيات 22- 25]

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلى رَبها ناظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بها فاقِرَةٌ (25)}.

.الإعراب:

{وجوه} مبتدأ مرفوع نعت بـ {ناضرة}، {يومئذ} ظرف منصوب- أو مبنيّ- مضاف إلى اسم ظرفيّ إذ.. متعلّق بالنعت {ناضرة} {إلى ربها} متعلّق بالخبر {ناظرة}، (الواو) عاطفة {وجوه يومئذ باسرة} مثل الآية الأولى {بها} متعلّق بالمبنيّ للمجهول {يفعل}، {فاقرة} نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل: {أن يفعل..}. في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّ.
جملة: {وجوه... إلى ربها ناظرة} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {وجوه.. تظنّ..}. لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
وجملة: {تظنّ..}. في محلّ رفع خبر المبتدأ {وجوه} الثاني.
وجملة: {يفعل بها فاقرة} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

.الصرف:

(22) {ناضرة}: مؤنّث ناضر، اسم فاعل من (نضر) الثلاثي وزن فاعل وهي فاعلة.
(24) {باسرة}: مؤنّث باسر، اسم فاعل من (بسر) بمعنى عبس، وزنه فاعل.
(25) {فاقرة}: اسم للداهية.. وفي المصباح فقرت الداهية الرجل نزلت به، وزنه فاعلة.

.الفوائد:

- هل يرى المؤمنون ربهم في الآخرة؟
قال علماء أهل السنة: رؤية اللّه سبحانه وتعالى ممكنة، غير مستحيلة عقلا، وأجمعوا على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون اللّه سبحانه وتعالى دون الكافرين، بدليل قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبهمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}. وزعمت طوائف من المعتزلة والخوارج والمرجئة أن اللّه تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلا، لكن قولهم هذا لا يستند إلى دليل من الكتاب أو السنة، وإنما يقوم على الرأي والظن، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة، وإجماع الصحابة ومن بعدهم من سلف الأمة، على إثبات رؤية اللّه تعالى، وقد رواها نحو من عشرين صحابيا عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراض المعتزلة لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة، وليس هنا موضع ذكرها ثم مذهب أهل الحق أن الرؤية قوة يجعلها اللّه في خلقه، ولا يشترط فيها اتصال الأشعة، ولا مقابلة المرئي، ولا غير ذلك.
وأما الأحاديث: فقد روي عن ابن عمر رضي اللّه عنهما: أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على اللّه من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}.
وعن جرير بن عبد اللّه قال: «كنا عند رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر، قال: إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}».
هذا وقد وردت أحاديث أخرى صحيحة بهذا الصدد لا مجال لعرضها جميعا.

.[القيامة: الآيات 26- 30]

{كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ راقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (30)}.

.الإعراب:

{إذا} متعلّق بالجواب الذي دلّ عليه قوله: {إلى ربّك يومئذ المساق}، وفاعل {بلغت} محذوف دلّ عليه السياق وهو الروح أو النفس (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة {من} اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره {راق}، وهو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص {بالساق} متعلّق بـ {التفّت}، {إلى ربّك} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {المساق}، {يومئذ} ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- متعلّق بما تعلّق به الظرف إذا فهو بدل منه..
والمصدر المؤوّل: {أنّه الفراق..}. في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي {ظنّ}.
جملة: {بلغت..}. في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قيل..}. في محلّ جرّ معطوفة على جملة {بلغت}.
وجملة: {من راق..}. في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: {ظنّ..}. في محلّ جرّ معطوفة على جملة {بلغت}..
وجملة: {التفّت الساق..}. في محلّ جرّ معطوفة على جملة {بلغت}..
وجملة: {إلى ربّك... المساق} لا محلّ لها تفسير لجواب إذا المقدّر أي: إذا بلغت التراقي.. تساق إلى حكم ربها.

.الصرف:

{التراقي} جمع ترقوة، اسم للعظم الأعلى الممتدّ من القصّ إلى الكتف، أو هو مقدم الحلق في أعلى الصدر حيث ترقى فيه النفس، وزنه تفعلة بفتح التاء والعين واللام، ووزن التراقي تفاعل، وفيه إعلال بالقلب أصله التراقو، جاء ما قبل الواو مكسورا قلبت ياء.
{راق}، اسم فاعل من (رقي) أو من (رقى)، الأول بمعنى صعد باب فرح، والثاني قرأ عليه ليشفيه باب ضرب، وزنه فاع، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، فهو منقوص.
{المساق}، مصدر ميميّ من الثلاثيّ ساق، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب أصله مسوق بفتح الميم والواو بينهما ساكن..
نقلت فتحة الواو إلى السين وسكّنت الواو- إعلال بالتسكين- تحركت السين بالفتح قبل الواو قلبت الواو ألفا- إعلال بالقلب-

.البلاغة:

الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ}.
في الآية الكريمة استعارة تمثيلية، لشدة مفارقة المألوف من الوطن والأهل والولد والصديق، وشدة القدوم على ربه جلّ شأنه. وقد التفّت الشدتان ببعضهما، كما تلتف الساق على الساق. ويقال: شمرت الحرب عن ساق استعارة لشدّتها.

.[القيامة: الآيات 31- 33]

{فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)}.

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (لا) نافية في الموضعين {لكن} حرف استدراك مهمل {إلى أهله} متعلّق بـ {ذهب}.
جملة: {لا صدّق..}. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا صلّى..}. لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {كذّب..}. لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {تولّى..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة {كذّب}.
وجملة: {ذهب..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة {كذّب} أو {تولّى}.
وجملة: {يتمطّى..}. في محلّ نصب حال من فاعل {ذهب}.

.الصرف:

{صلّى}، الألف منقلبة عن ياء وأصلها واو لأنّ جمع الصلاة صلوات.. تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وزنه فعّل.
{يتمطّى}، الألف منقلبة عن ياء وأصلها واو، فهي مأخوذة من المطا وهو الظهر، تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وزنه يتفعّل.

.[القيامة: الآيات 34- 35]

{أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (34) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (35)}.

.الإعراب:

{أولى} خبر لمبتدأ محذوف تقديره العقاب أو الهلاك، {لك} متعلّق بـ {أولى}، (الفاء) عاطفة (أولى) الثاني خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي التهديد أو الشرّ {ثمّ} حرف عطف..
جملة: (العقاب) {أولى...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هو) {أولى...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {أولى لك..}. لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة للتوكيد.
وجملة: (هو) {أولى...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {أولى لك}.

.[القيامة: آية 36]

{أَيحسب الإنسان أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (36)}

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التقريعيّ {أن} حرف مصدريّ ونصب {سدى} حال منصوبة من ضمير {يترك}.
والمصدر المؤوّل: {أن يترك} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي {يحسب}.
جملة: {يحسب..}. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يترك..}. لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).

.الصرف:

{سدى}، صفة مشتّقة للواحد والجمع يقال: إبل سدى أي مهملة.. و(الألف) منقلبة عن ياء.. وقال العكبري: الألف منقلبة عن واو.. وجاء في المصباح سديت الأرض فهي سدية من باب تعب كثر سداها وسدا الرجل سدوا من باب قال مدّ يده نحو الشي ء، وسدا البعير سدوا مدّ يده في السير.. وأسديته تركته سدى أي مهملا.

.[القيامة: الآيات 37- 40]

{أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (37) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (39) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (40)}.

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام {يك} مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف {من منيّ} متعلّق بنعت لـ {نطفة}، والضمير اسم {كان} يعود على المنيّ، وفاعل {خلق} ضمير يعود على اللّه وكذلك {سوّى} و{جعل}، {منه} متعلّق بـ {جعل} بتضمينه معنى {خلق} {الذكر} بدل من {الزوجين} منصوب.
جملة: {لم يك..}. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يمنى..}. في محلّ جرّ نعت {منيّ}.
وجملة: {كان..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة {لم يك}.
وجملة: {خلق..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة {كان}.
وجملة: {سوّى..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة {كان}.
وجملة: {جعل..}. لا محلّ لها معطوفة على جملة {كان}.
40- (الهمزة) مثل الأولى (قادر) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس {أن} حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل: {أن يحيي}. في محلّ جرّ بـ {على} متعلّق بـ {قادر}.
وجملة: {ليس..}. لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{منيّ}، اسم لماء الذكر المقذوف في الرحم، وزنه فعيل.
{يمنى}، فيه إعلال بالقلب أصله يمني، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
{سوّى}، فيه إعلال بالقلب أصله سوّي- بالياء في آخره- تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
{الموتى} جمع ميّت.. انظر الآية (28) من سورة البقرة. اهـ.